كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



وصار الناس اليوم في الدنيا إلى خمسة مذاهب فالخامس: هو مذهب الداوودية.
فحق على طالب العلم أن يعرف أولاهم بالتقليد ليحصل على مذهبه.
وها نحن نبين أن مالكا-رحمه الله- هو ذلك؛ لجمعه أدوات الإمامة وكونه أعلم القوم.
ثم وجه القاضي دعواه وحسنها ونمقها ولكن ما يعجز كل واحد من حنفي وشافعي وحنبلي وداوودي عن ادعاء مثل ذلك لمتبوعه بل ذلك لسان حاله وإن لم يفه به.
ثم قال القاضي عياض: وعندنا- ولله الحمد- لكل إمام من المذكورين مناقب تقضي له بالإمامة (1) .
قلت: ولكن هذا الإمام الذي هو النجم الهادي قد أنصف وقال قولا فصلا حيث يقول:
كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر-صلى الله عليه وسلم-.
ولا ريب أن كل من أنس من نفسه فقها وسعة علم وحسن قصد فلا يسعه الالتزام بمذهب واحد في كل أقواله لأنه قد تبرهن له مذهب الغير
__________
(1) راجع الفصل الذي كتبه القاضي عياض في " ترتيب المدارك " 1 / 89 102 في ترجيح مذهب الامام على غيره من الأئمة فإنك ستعلم أن الامام الذهبي كان محقا في تعقبه ونقده في مواطن من كلامه فقد كتب هذا الفصل يدافع التعصب المقيت الحامل على الغلو والاطراء في المدح وإضفاء صفة الكمال والعصمة لغير من هي له ونسبة أقوال إلى غيره من الأئمة لا تصح عنهم يلزم عنها الطعن فيهم والنبيل منهم فالامام مالك رحمه الله مع كونه صاحب فضل وعلم واجتهاد وورع هو كغيره من الأئمة المجتهدين يصيب ويخطئ فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد وقد انتقده غير واحد من الأئمة كالشافعي وأحمد وغيرهما في أكثر من مسألة وبينوا أن الصواب في غير ما ذهب إليه وذلك مدون في مظانه من كتب الخلاف وجاء في " حلية الأولياء " 6 / 323 عن سعيد بن سليمان قال: قلما سمعت مالكا يفتي بشيء إلا تلا هذه الآية: (إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين) ولست أشك في أن الامام مالكا لو رأى الذي كتبه القاضي عياض لتبرأ منه وأنحى بالائمة عليه.